لماذا تعتبر الرياضة أفضل وسيلة للشفاء من الإكتئاب والضغوط النفسية ؟








ليه أصلاً القيام من على الكنبة ممكن ينقذك من هموم الحياة؟ (وعلى فكرة، فيه أسباب كمان)

ما جاي أطلب منك تبقى البطل الخرافي بتاع كروس فت فجأة، إلا لو عندك ميول سادية. بالنسبة لنا إحنا عباد الله الغلابة، لازم نعترف بحاجة: أكتر سبب يخلينا نتحرك أخيراً هو إننا حاسين بنكسر من جوا شوية. يعني آه، عضلات البطن ستة في ستة دي خرافة بالنسبة لنا (هتطّلع فين يا عم؟)، بس الفكرة الحقيقية إنك تقوم من السرير عشان ما تجنّش من كتر التوتر اللي الحياة بترميه عليك كل يوم.


والحقيقة، حتى لو عندك جيش متابعين بيهيّصوا وراك، ساعات بتحس إنك شايل جبل على صدرك وبس. إحنا متواصلين أكتر من أي وقت، والله ما بيفوت يوم من غير ميت إشعار وزحمة رسائل... بس برضه تلاقي نفسك مخفي للعالم ومفتّت مية حتة جواك.


الخدعة الكبيرة: الرياضة كله عن منظرك بس؟


مين قال كده أصلاً؟ أغلبنا اتربّى على فكرة إن الرياضة علشان صيفية الأجسام أو قرارات السنة الجديدة اللي بتتبخر بعد أسبوع. لو ده عاجبك ربنا يهنيك، بس المهم: الرياضة فعلاً علاج لعقلك اللي عمال يزنّ. فيه علم بيقول إن أي حركة بسيطة ممكن تغيّر كل مودك - وأيوه، أقصد أكتر من النزلة السريعة عالثلاجة وانت زهقان.


ممكن تبدأ ترقص زي الأهبل لوحدك فالأوضة - هتعرق وتوسخ هدومك، بس فجأة تحس إن حمل الدنيا خف من عليك. الموضوع مش صُدفة، جسمك فعلاً بيزبط مزاجك ويشحنك طاقة يمكن كنت ناسيها من سنة التخرج.


تعالوا نغوص سنة كمان، يمكن تصدقني أو تتحمس، مش هخسرك حاجة.


ساحة الحرب: الصحة النفسية ليه شكلها دايمًا معركة ضرب نار


أول نقطة: التوتر مش ضوضاء بتطن في ودنك وخلاص. لما يمسكك، بيدمر مخك وجسمك من أصغر التفاصيل اللي عمرك ما هتاخد بالك منها. يومك يبقى كله توتر على حاجات ولا ليها 30 لازمة... نومك جيم جمعة الله يرحمه، الهوايات فقدت معانيها، وكل حاجة بقت ملل غير طبيعي. أوقات تحس الدنيا بتعمل فيك زي ويندوز 98: رسالة خطأ ولا نهاية ولا بداية.


كتير بتجيلك فجأة: غلطت في مواعيد، مابتاكلش، أو العكس تاكل عينيك قبل بطنك، سهران أونلاين زي الأشباح. الكآبة تيجي تطبطب عليك وتقولك: "ها، ده أنت الطبيعي". بس يا لطيف ما أكذبها بإقناع!


المهم، الحكاية مش حلها كله رياضة. لو الدنيا ظلام في دماغك وحاسس كأنك بتحاول تكتب SMS بمورس على جدار صُم، دور على مساعدة بجد. دكتور، معالج نفسي، أي بني آدم يسمعك. طلب النجدة شجاعة يا صاحبي مش نُقصان ولا كلام مجلات.


سحر الحركة: ليه عقلك بيحب تتحرّك؟


الجزء الحماسي بقى. شغِّل مزيكتك وحرك جسمك بأي طريقة، حتى لو بتتنطط زي عروسة المولد أو بتخبط في الحيط. الهوا كله في صالحك.


الموضوع كيمياء مش دردشة. إندورفين، سيروتونين، دوبامين... دي مش كلمات غشيمة من كتب المدرسة. دول فعلاً بيخلوك تحس الحياة مش كلها رمادية وسودا. مش بيضحكوا عليك،. حتى المشي الأهبل كفاية عشان دماغك تضحك على حزنك شوية.


فيه كمان الحشيش الداخلي - مش مزحة والله، دي مواد اسمها Endocannabinoids. بتخليك تهدى وتحس إنك في اللحظة بدل ما تتفكر في نهاية العالم.


واسمع دي: العضلات مش للعرض. كل ما تحركها، بتطلع جزيئات أمل - اسأل العلماء اللي بيحبوا يبدعوا في التسميات. اسمها "الميوكينات". بتصلح دماغك شوية زي انتي وير في بلايستيشن 2 لما تتعلق اللعبة.


ولا تفوتك حركة الـBDNF، ده زي ريد بول للخلايا العصبية. بيربط الوصلات تاني، ويخلي دماغك ترجع زي الأول أو أحسن. يعني، باتش ملوش حل لريستارت حياتك النفسية.


آخر حتة، جسمك لما يتعوّد يتحرك يوم ورا يوم، بيبرمج أعصابك على إنك مش كل شوية تتنشن أو تبوش بسبب ترند تيك توك أو خبر فاشخ. حركة جسمك درع معقول من رخمات الحياة الصبح... أو الرعب الأعظم بتاع ليلة الأحد.


ما تفهمنيش غلط: التمرين مش شرط تقطّع قلبك على التريد ميل


بلاش هوس، الحكاية مش سر عبقري. مش لازم تعذب نفسك آخر الليل ولا تشتري ترينجات غالية عشان تتحرّك. أي حاجة تخلّي قلبك يدق فيها روح، حتى لو جريت ورا الباص أو رقصت وانت بتفرش سريرك.


عايز وصفة ممتازة؟ جرّب تدور على حركة إنت مش حاببها وشوف ممكن تتغير فيها إزاي. يا سلام لما تضحك وانت بتعرق... كل شيء أحسن من لا شيء!

الإتقان: ليش الكيفية، التوقيت، والناس حوالينك موضوع كبير أصلًا؟


أوكي، اسمع. كلنا نظن الرياضة معناها نذوب دهون ونجري ورا شكل جسم مش واقعي أبدًا. بس في الواقع، الموضوع أعمق من كذا. كيف تتحرك، ومع مين، وإيش قاعد يدور في راسك أصلاً؟ كله داخل في الطبخة.


أولًا، خلنا نتكلم عن الدافع الاجتماعي. يخي، لما تلعب رياضة مع ناس، حتى لو مو فاهم نص التمارين وقاعد تطفح عرق زي ربوت، فيه شي يجمعكم، حس انتماء غريب كذا. المشاركة في آلام العضلات تمرّن الأبجدية كلها 😂. أوقات تيجي للتمرين عشان السوالف، مو التمرين نفسه! يالله من ينسى مناداة “نجونا!” بعد كورس قاسي.


وبعدين، تمارينك لحالك؟ حركات... برضه عادي، عظمة النشاط الفردي لا تُقدّر بثمن. أحيانًا للذيب اللي يحب العزلة، يكفيك تروح تجلس في زاوية الجيم أو تتمشى بالحديقة وتسمع الناس حولك - وتعطيك رشة طاقة كأنك مو لحالك في هالعالم الضايع. تواصل بسيط، حتى لو بس تحية خجولة لشخص غريب. أدمغتنا مبرمجة عالترابط ياخي.


نجي للثقة بالنفس، تراها ما تجي فجأة. تصير مع الوقت، انتصارات صغيرة تراكم فوق بعض. أول مرة تسوي شي كنت تتجنبه؟ يا سلام، إحساس ملك. فجأة يخطر ببالك سؤال "لو قدرت اسوي هذا، ممكن أسوي شي أكبر؟" وينعكس على باقي حياتك — مقابلات، علاقات.. حتى رفض أشياء ما تناسبك، كله يصير أهون شوي.


ولا ننسى التعب العقلي، الحياة أبدًا ما تهدى. مكالمات، إيميلات، توتر وشوية قلق وجودي بعد. لما تحرك جسمك، تطلع برا هذا الدوامة، يحسّك إنك لازلت تملك نفسك. حتى لو كلها ١٥ دقيقة تركز فيها على صوت خطواتك أو عرق كفك... مخك يرتاح أخيرًا شوي بدل ما يقلبها موال “أحتاج أخلص ٥٧ شغلة”.


وهاتك يا توقّعات مزعجة. يخي، إذا تصدق إن كل الناس على إنستجرام يجرون ماراثونات ويلفون يوجا فوق روسهم عالرمل، فأنت ضايع. خلاص خففها. أنجح تمرين هو اللي تمشي معاه وما تكرهه. إن كان مشيك داخل البيت وانت تتفرج على فيلم هو قمة إنجازك، إيوه، عش اللحظة يا وحش.


خلنا نكسّر شوية خرافات


أهم شي، ما يحتاج تعذّب نفسك ولا تعصر روحك عشان تشوف نتيجة. “الأساسيات” أحيانًا مُخيفة في بساطتها. المشي مثلاً نفسه خير ونعمة. لو تقدر، أطلع تمشّى في مكان فيه هوى وأشجار، شغّل بودكاست أو كتاب صوتي، أو حتى خليها موسيقى الطيور لو أنت مزاجك رائق.


تحس نفسك تحب الحماس؟ جرّب الجري، سايكلينج، أو حتى سكيت بورد (انفض الغبار عنه، مو عيب). الوسط الطلق غالبًا يرفع المزاج دبل.


ترقص؟ لا تخجل، ولو حركتك مضحكة. أو اسبح شوي، زي إعادة تشغيل للجهاز، تخرج من المسبح وكأنك جهاز جالكسي ريستارت.


تحتاج تهدّي اللعبة؟ جرب البيلاتس أو اليوغا أو التاي تشي… كلها تساعدك تفهم فعلاً كم التوتر متخزن بجسمك (وتكتشف فجأة كتافك متشنجة من زمان وما تدري).


وبالنسبة للقوة؟ مو لازم ترفع أوزان سوبر مان. شغل أربطة مطاطية، علب ببسي، أي شي من البيت. بس يحسسك إنك أقوى شوي وتفرق لاحقًا - أقسم بالله.  

الطبيعة؟ لا تستغربوا… "التمشيه في الخلا" مو بس حركات - فيه أبحاث تثبت إنها تريّح الأعصاب فعليًا. (وترا ٥ دقايق في الشمس أحياناً تساوي قهوة ثالثة).


كيف تخلي الحركة عادة مش غلطة وتندم عليها؟


باختصار، لا تجاكر نفسك وتاحطلها سقف مستحيل. لو كنت تتعب من لحق كورة عيال الحارة بالشارع، لا تحط براسك تركض ماراثون بكرة. جرّب تبدأ بعشر دقايق، لو أقل حتى، المهم تثبت لنفسك إنك من الناس اللي يتحركون… مهما صار.


والسحر كله، معليش إذا أزعجتك، هو المتعة! اسأل نفسك: إيش كنت تحب وأنت صغير؟ مطاردة؟ تنطيط فوق الكنبات (برضه نصيحة مو رسمية عشان لا أحد يهاوشني 😂)؟ جسمك ما ينسى.


أهداف بسيطة ومنطقية. مو لازم تشتري ساعة فخمة أو أبليكشن ينكد عليك. “تحركت ثلاث مرات هذا الأسبوع” جائزة بحد ذاتها. ولو يوم خربت الدنيا وقعدت بالأسبوع كامل تلطم؟ عادي، الناس كلهم يتعثرون. هذه اسمها الحياة يا صديقي.


الجسم يتكلم، لو بس تسمع له. إذا تعبان، خذلك قيلولة محترمة. حتى الصحة النفسية؟ حين يصير مزاجك تحت الصفر وما لك خلق لشيء.. اسأل مين ممكن يساعدك. طلب العون مو ضعف، بل دليل على إنك أذكى من كثيرين يضيعون لوحدهم.



إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال